إقتصاد وطاقة

توقع تراجع جديد لصادرات الجزائر من الغاز نحو أوروبا

توقعت مجموعات إيطالية متخصصة تسجيل تراجع في صادرات الجزائر وليبيا من الغاز خلال السنتين أو الثلاث سنوات المقبلة، بفعل العوامل الأمنية وانخفاض مستوى الاستثمارات، وإعادة التفاوض بشأن عقود الغاز التي تنتهي آجالها قريبا، ورغم رغبة أوروبا في تنويع مصادر تموينها وعدم التركيز على الإمدادات الروسية، فإن هذه الأخيرة ستكون أبرز المستفيدين.

واستنادا إلى رئيس مجموعة “سنام للغاز” الإيطالية، كارلو مالاكارن، وهي الشركة المصنفة ضمن أكبر متعاملي نقل الغاز إلى أوروبا، فإن عوامل متعددة تساهم خلال السنوات الثلاث المقبلة في تراجع إمدادات الغاز الجزائرية والليبية باتجاه القارة الأوروبية، معتبرا أن “غازبروم” الروسية ستكون من بين المستفيدين من الرفع من حصتها.

ورغم اعتبار دولتي شمال إفريقيا من أهم مصدري الغاز، إلا أن كلا من ليبيا والجزائر عرفت حصتها انكماشا، حيث قدر حصة الغاز الجزائري في السوق الأوروبية بـ8 في المائة، بعد أن كان منذ سنوات قليلة في حدود 12 في المائة، ويتضح أن الغاز الجزائري يعرف منافسة من منافسين جدد بداية بالغاز القطري، ناهيك عن استمرار الاختراق الروسي.

وتأثرت صادرات الغاز الجزائري بحادثة الاعتداء على مركب تيڤنتورين في جانفي 2013، كما تأثرت صادرات الغاز الليبي بالأحداث التي تشهدها طرابلس منذ إسقاط نظام معمر القذافي في 2011، ولكن عوامل أخرى حددتها تقارير المجموعات الغازية الأوروبية، من بينها وضعية الحقول الغازية الكبيرة التي دخلت في مرحلة “شيخوخة”، ما يتطلب استثمارات معتبرة للرفع من نسبة الاسترجاع فيها، وينطبق الأمر على أهم الحقول الجزائرية حاسي الرمل.

وأشار مسؤول الشركة الإيطالية “مالاكارن”، في تصريحات لوكالة بلومبرغ الدولية، إلى أن احتمالات وتوقعات تسجيل تراجع الواردات من شمال إفريقيا إلى أوروبا واردة بقوة، في وقت تبقى عملية استقطاب الاستثمارات تطرح بحدة، وهذا يعني أن التبعية للغاز الروسي ستظل قائمة بصورة كبيرة. ووفقا لتقديرات هيئة “أوروغاز” الكائن مقرها في بروكسل، فإن الجزائر مثلت نسبة 8 في المائة في 2013 من الطلب الأوروبي للغاز، مقابل 10 في المائة في 2011، ما يبين التراجع المحسوس للحصة الجزائرية على خلفية انخفاض مستوى الصادرات الجزائرية، ونفس الأمر ينطبق على ليبيا التي مثلت حاليا 1 في المائة، بينما قدرت حصة روسيا بـ27 في المائة خلال سنة 2013.

على صعيد متصل، فإن الوكالة تعتبر أن إمدادات الغاز الجزائرية معرضة أيضا لمخاطر إعادة التفاوض على تجديد العقود متوسطة وطويلة الأجل. وقال المسؤول الايطالي: “لا أعتقد أن المؤسسات الأوروبية ستقرر حاليا الاستثمار في الجزائر، وعليه فإنه دون الإمدادات الروسية فإن أوروبا ستواجه مشاكل كثيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى