إقتصاد وطاقة

سوناطراك تهدد بالرد بـ”قوة” على “توتال” الفرنسية

يحضّر مجمّع سوناطراك للرد على قرار الشركة البترولية الفرنسية “توتال” التوجه إلى التحكيم الدولي، على خلفية النزاع بين الطرفين في “تفسير بنود اتفاقية”، بعد أن تذرعت “توتال” بأنّ سلسلة المحادثات والمحاولات الودية باءت بالفشل.

 أكدت سوناطراك، في بيان أمس نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، على أنّ “الرد سيكون قويا دفاعا عن المصالح الجزائرية”، مشيرة إلى أنها تعكف حاليا على دراسة كل الجوانب ذات العلاقة بالملف تحضيرا للرد، وأضاف البيان أنّ المجمع يبقى متفتحا، مع ذلك، على “الحلول المقبولة لتسوية هذا النزاع”، فيما ذكر البيان أنّ “حقوق إنتاج النفط لشركتي ريبسول وتوتال المعنيتين بإجراء التحكيم مجتمعتين في حقل تين فوي تابنكورت على أساس سعر برميل بـ50 دولارا تمثل أقل من 0.3 بالمائة من إجمالي إنتاج الجزائر”، لاسيما وأن الشركة الفرنسية توتال “تخلت عن عدة مشاريع لها بالجزائر خلال العشرين سنة الأخيرة”.

وتحاول الشركات البترولية العالمية الضغط على الجزائر لـ”اقتناص” عقود تتضمن تنازلات للاستثمار في الحقول النفطية والغازية في الجزائر، في وقت تفرض ظروف تراجع أسعار المحروقات وتقلص الإنتاج على الحكومة ووزارة الطاقة، وسوناطراك على وجه الخصوص التكيّف لتجاوز تحديات المرحلة وضمان آبار النفط المردودية الاقتصادية المطلوبة، وهو نفس الأسلوب الذي لجأت إليه شركات أخرى على غرار أناداركو الأمريكية وميرسك الدانماركية، حيث وافقت سوناطراك سنة 2012 على تسديد ما يفوق 4 ملايير دولار لهما تحت وطأة التحكيم الدولي.

وعلى صعيد آخر، ذكر بيان سوناطراك أن المجمع اختتم المرحلة الأولى من المحادثات التي يجريها مع مختلف شركائه حول سبل تطوير التعاون والشراكة وتقويتها مستقبلا وكذا معالجة الانشغالات المطروحة على الصعيدين الإجرائي والتعاقدي في ظل احترام الإطارين التشريعي والتنظيمي الساري العمل بهما، ووصف النتائج المتوصل إليها بـ”المُرضية”، مشيرا في السياق إلى الاتفاقات الموقعة مع المجمع الإيطالي “إيني” المتضمنة “تقوية الشراكة في نشاطات المنبع للنفط والغاز مع التأكيد على الإرادة المشتركة على تطوير الإنتاج في الحقول المستغلة بالشراكة بين الطرفين، وكذا البحث عن فرص جديدة للشراكة في الجزائر وخارجها في مجالات التكرير والبتروكيمياء والطاقات المتجددة”، إلى جانب توسيع نطاق تطبيق المبادئ المتفق عليها على الشركة المختلطة “إيني- بي أش بي بيليتون” التي تستغل حقول رورد اللوح وسيف فاطمة. والتزمت سوناطراك وشركة “سيبسا” ضمن نفس الاتجاه بتعزيز شراكتهما التي تعود إلى نحو ربع قرن، تضاف إليها مشاريع أخرى كـ”أورهود وتيميمون” سيدخل مرحلة الإنتاج في الأشهر القادمة، وأشار البيان إلى بقاء شركة “سيبسا” ملتزمة كليا بإنجاز مشروع البحث والاستغلال في محيط “رورد الروني 2” الواقع في حوض بركين.

وكشف بيان سوناطراك على التوقيع على مذكرات تفاهم مع المجمع الروسي “غازبروم” والشركتين الصينيتين “سينوبيك” و”سي.أن.بي.سي” تهدف إلى تطوير الشراكة في مجال المحروقات على جميع الأصعدة، وكذا الخدمات النفطية، كما باشر المجمع “سلسلة من اللقاءات مع الشركاء لاسيما شركة “بي.بي” البريطانية و”ستاتويل” النرويجية بهدف تعزيز وتطوير التعاون في نشاط المنبع النفطي والغازي.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى