بيئة و صحة

التكفل بداء السرطان: مسار طويل غالبا ما تعترضه عواقب

الاشعة

يواجه المرضى المصابين بداء السرطان في غالب الأحيان مسارا طويلا من العلاج ينتهي بالأكثر حظ منهم بالشفاء, إذ يعد هذا المرض قبل كل شيئ ذهنيا يجعل من التكفل به أمرا صعبا.

و في رواق من مصلحة داء السرطان لمركز بيار و ماري كوري تلقى أفراد عائلة نبأ وفاة احد اقاربهم كان يرقد في المستشفى و هي حالة وفاة تضاف الى الحصيلة الثقيلة لمرض ” القرن”.

على مستوى الجزائر العاصمة, يكفي التوجه الى هذه المصلحة التي تقع بالمركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا التي أضحت مرجعا وطنيا في مجال مكافحة داء السرطان للاطلاع عن قرب عن مدى انتشار هذا المرض و محيط التكفل به في نفس الوقت و هو ” مسار حقيقي للكفاح” حسب المرضى و الممارسين و مستخدمي الادارة.

و مقابل غرفة الميت ّ, توجد غرفة أخرى تحتوي على ثلاثة أسرة عليها ثلاثة مرضى كل في مرحلة من المرض أكثرهم اصابة يعاني من صعوبات في التنفس حيث قالت شقيقته أن ادخاله المستشفى جاء ليلة من قبل بعد مضاعفات في حين أنه كان يعالج بنظام خارجي كونه مصاب بسرطان المستقيم.

كما أضافت تقول ” يقومون بكل ما في وسعهم لمتابعة تطور حالته الصحية لكن أحيانا لدينا انطباع بانهم بطيؤون و أن الأمر غير مسلم به” . و من جهته تحدث صهر المريض عن منافع الجزيئات الجديدة التي تسمح بتحديد العضو المصاب دون تأثر الأعضاء الأخرى بالعلاج معربا عن أمله أن يضعها المسؤولون المكلفون بالصحة تحت تصرف جميع المرضى.

و على سرير أخر, أكد ب. محمد الذي يتابع منذ خمس سنوات علاجه بعد اصابته بسرطان المثانة بعد استجابته للعلاج الكيماوي و بالأشعة بعد عملية جراحية أجراها له احد اطباء المصلحة يقول “اعترف أن متابعتي كانت في المستوى منذ ظهور المرض بالرغم من أنه ليس لدي اشخاص اعرفهم بشكل مباشر أو غير مباشر في هذا المستشفى . و الحمد لله الذي سهل لي المساعي لأنني كنت متخوفا من سير الأمور” معلنا عن تحسن صحته كون السرطان لم يصل المرحلة النهائية.

و ينفس الرواق يرقد مرضى آخرون في حين قدم ذويهم لزيارتهم و في أخر الرواق توجد قاعة العلاج الكيماوي تقف نحو عشرين مريضة أغلبيتهن مصابات بسرطان الثدي. و في الوقت الذي تخضع فيه الأم لهذا العلاج, أمضت بنتها أمال الوقت و هي تجوب الرواق قائلة “يعرف والدي شخصا وضعنا على اتصال مع بروفيسور من المصلحة الذي يوبخ مستخدمي شبه الطبي في حالة تقصير. و ما يقلق هذه الشابة أكثر هي ” التحلي بالبرودة” الذي يعكسه في بعض الأحيان الطاقم الطبي و خاصة شبه الطبي منددة بنقص المتابعة النفسية للمرضى.

نفس الانطباع يلتمس لدى بعض المرضى الذين يشتكون من ” تباطئ” الطاقم شبه الطبي اضافة الى” الانطباع بسوء التنظيم” فيما يخص بالتكفل بالمرضى.

في هذا الصدد, صرحت دليلة مريضة تعالج من سرطان الثدي تقول ” تصوروا أنه تم تحديد موعد لشابة في سنة 2021″.

   كابوس العلاج بالأشعة  

في هذا الصدد قالت أمال “رغم اننا لدينا معارف إلا ان والدتي فضلت ان توفر بعض المال من منحة تقاعدها للعلاج بالأشعة في احدى العيادات الخاصة “, مشيرة إلى غلاء هذا النوع من العلاج حيث يبلغ متوسط الحصة العلاجية الواحدة 12.000 دج.

و غالبا ما تتفاقم الصعوبات في مرحلة العلاج بالأشعة بسبب تباعد المواعيد. في هذا الصدد اشارت السيدة سامية قائلة “رافقت والدتي لحصة العلاج بالأشعة التي كانت مبرمجة على الساعة الواحدة زولا لكن بسبب العدد الكبير من الناس اضطررنا للحضور في الصباح الباكر”.

و عندما يتعطل أحد الأجهزة بسبب كثرة الطلب عليها فإن هذا يؤثر على برمجة المواعيد و يزيد من مخاوف المرضى. تقول السيدة فتيحة التي تعرضت لعملية استئصال الثدي “بعدما اتممت العلاج الكيميائي انتظرت 03 أشهر لأبدأ العلاج بالأشعة”, مضيفة أن هناك بعضا من المرضى من تتم برمجة موعده أبعد من ذلك.

هياكل غير ملائمة و موارد بشرية غير كافية

أشار رئيس وحدة الامراض السرطانية, سيد علي منصري ان “مركز بيار و ماري كوري خصص منذ سن 1959 للأمراض السرطانية و يتضمن كل التخصصات الطبية كما انه يستقبل عددا هائلا من المرضى من كافة الولايات. كما اننا نقوم بخدمة الإستعجالات للحالات السرطانية في حالة حدوث تعقيدات او آثار جانبية للمرضى”.

كما تأسف السيد منصري الذي يشتغل بالمركز منذ سنة 1994 للضغط الذي يتعرض له الممارسون و الاداريون “بصفة يومية” و هو ما اعتبره فوق طاقة هذه المؤسسة لا سيما في ظل حضور ما بين 15 إلى 20 حالة جديدة للمركز كل اسبوع.

و أوضح في ذات السياق ان “كل طبيب او ممرض يتكفل ب 6 أو 7 مرضى في نفس الوقت و انه يتم التكفل بكل المرضى ما عدا الحالات المستعصية فإننا نقوم بتوجيهها لجهة اخرى. لكن الاشكال المطروح هو ان جميع المرضى يفضلون المعالجة بذات المركز لقناعتهم بوجود احسن المتخصصين في المجال”.

و ذكر ذات المسؤول بوجود مصالح لمعالجة امراض السرطان بمستشفى بني مسوس و الرويبة تقدم نفس الخدمات ناهيك عن مراكز مكافحة السرطان المنتشرة عبر القطر الوطني,مشيرا إلى انه و نظرا للطلب الهائل على اجهزة العلاج بالأشعة فإنها تعطل أحيانا.

و دعا السيد منصري الوزارة الوصية غلى ضرورة تنظيم دورات تكوينية للمختصين في السرطان لدفعات الشبه الطبيين مرجعا ذلك لخصوصية التكفل بالسرطان.

و ابرز السيد منصري “ضرورة اجبار المواطنين على تفعيل بطاقات الشفاء التي تمنحهم الحق في العلاج في القطاع الخاص بفضل التعاقد مع الضمان الاجتماعي.

و أضاف في هذا الصدد ان مركز بيار و ماري كوري الذي وقع ضحية لشهرته يعتبر مستشفى داخل مستشفى دون ان يسجل اي تطور من ناحية الهياكل او الموارد البشرية و هو ما يزيد من معاناة المصابين بهذا المرض الخبيث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى