الوطني

عبد المالك سلال يشرع في زيارة عمل وتفقد إلى ولاية البيض

شرع الوزير الأول عبد المالك سلال مرفوقا بوفد وزاري هام صباح اليوم الخميس في زيارة عمل وتفقد إلى ولاية البيض.

ويرافق السيد سلال في هذه الزيارة وفد هام يضم وزراء الداخلية والجماعات المحلية والموارد المائية والأشغال العمومية والسكن والعمران والشباب والرياضة والفلاحة والتنمية الريفية وهم على التوالي السادة دحو ولد قابلية وحسين نسيب وعمار غول وعبد المجيد تبون ومحمد تهمي ورشيد بن عيسى.  

واضاف نفس المصدر انه خلال هذه الزيارة، التي تندرج في اطار تطبيق برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، سيقوم الوزير الاول بالاطلاع “على مدى تقدم اشغال المشاريع الاجتماعية والاقتصادية الجارية عبر الولاية“.

واشار البيان الى ان السيد سلال، سيترأس اجتماعا موسعا لممثلي المجتمع المدني، سيقوم خلاله بالرد على انشغالات مواطني البيض.

و من اجل تحقيق رهان التنمية الشاملة تشكل العزلة الجغرافية التي تتميز بها ولاية البيض، أحد الرهانات الأساسية التي عملت مختلف البرامج التنموية على تذليلها، من خلال تطوير شبكة الطرقات باعتبارها الشريان الحيوي للتنمية.

وقد تم فتح محاور جديدة فكت العزلة عن الولاية، كما هو الحال بالنسبة لمشروع الطريق الرابط بين ولايتي البيض وأدرار، عبر بلدية البنود الواقعة أقصى جنوب عاصمة الولاية. وهو المحور الذي ساهم بشكل كبير في تقليص المسافات الفاصلة بين هذه المنطقة وولايات شمال الوطن.

كما جرى فتح عدد من المحاور الأخرى، التي تربط بين عديد البلديات النائية بولاية البيض، كما هو الشأن بالنسبة للطريق البلدي الرابط بين بلديتي الأبيض سيدي الشيخ وبوسمغون، وبين هذه الأخيرة والمنطقة السياحية لعين ورقة ( ولاية النعامة)، وذلك ضمن توجه يرمي إلى وضع حلقة وصل بين مختلف المناطق السياحية والمعالم المتواجدة بالمنطقة، بهدف تشجيع فرص الإستثمار في ذات المجال.

ويعد الطريق الرابط بين بلديتي بريزينة ( ولاية البيض ) ومتليلي (ولاية غرداية )، أحد المحاور الهامة التي ساهمت في تنشيط الحركة الإقتصادية بين مختلف البلديات الواقعة بمحاذاة نفس المحور، إضافة إلى عامل تقليص المسافة بين بلدية متليلي والمناطق المتاخمة لها باتجاه مناطق شمال الوطن.

ووصل إجمالي طول شبكة الطرقات الوطنية على مستوى ولاية البيض، إلى أكثر من 843 كلم، و62 كلم من الطرقات الولائية، و1.531 كلم ما بين طرقات بلدية ومسالك غير مصنفة، كما تشير أرقام مديرية الأشغال العمومية.

و كانت ولاية البيض بالأمس القريب تعاني من أخطار التصحر، بالنظر إلى موقعها الجغرافي ولعوامل مناخية عايشتها الولاية وفي مقدمتها ظاهرة الجفاف، الأمر الذي جعلها أكثر عرضة لأخطار التصحر .

ومكن تدخل الدولة من خلال إرساء إستراتيجية متعددة الأبعاد لمكافحة ظاهرة زحف الرمال، والتي تتجلى في مخططات ترمي إلى المحافظة على المحميات السهبية، مما سمح بإنعاش الغطاء النباتي، الذي أعاد الأمل لدى عامة المواطنين وفئة الموالين بصفة خاصة.

و بدأت الخطوات الأولى ضمن هذا التوجه من مساحة 20 ألف هكتار من المحميات السهبية سنة 1997، لتصل إلى أزيد من 817 ألف هكتار، ساهمت المحافظة السامية لتطوير السهوب في تجسيدها ميدانيا وفق دراسات علمية، بالإضافة إلى مختلف البرامج الأخرى ، المرتبطة بعمليات مد الأحزمة الخضراء، على مساحات هامة أنجزتها المحافظة الولائية للغابات.

وبرزت بالموازاة مع ذات الأمر نظرة مستقبلية للعالم الفلاحي بالولاية، من خلال جملة من المشاريع الإستثمارية الخاصة لجيل جديد من المزارعين، تؤشر لمستقبل واعد للقطاع الفلاحي بالمنطقة، خصوصا خلال السنوات الأخيرة التي قفزت فيها المساحات

المسقية إلى نحو15.327 هكتار، من إجمالي 71.702 هكتار صالحة للزراعة، كما ذكرت مصالح الولاية .

و قد أثمر نجاح تجربة المحميات السهبية في ترقية عامل إستقرار الموالين ومربي المواشي بالمنطقة، خصوصا في ظل اعتماد آلية تأجير عدد من المساحات المحمية لفائدة ذات الفئة، ضمن نظرة إقتصادية إجتماعية تسعى إلى تثبيت شريحة البدو الرحل، وأيضا توفير مداخيل مالية لفائدة الخزينة العمومية ومختلف البلديات النائية المعنية بذات العملية، كما أكدت مصالح المحافظة السامية لتطوير السهوب.

وصلت نسبة الربط بشبكة الغاز الطبيعي بولاية البيض 85,11 بالمائة، بعد أن كان الربط بهذه الطاقة الحيوية، يشبه حلما بعيد المنال قبل سنة 1999 .

وتعكس هذه النسبة كما ذكر المسؤول الولائي “الأولوية التي تخصها الدولة لمسألة تحسين المحيط المعيشي للمواطن” بولاية البيض، و” التخفيف من معاناته” بالنظر إلى الخصوصية المناخية للمنطقة التي تتميز بالبرودة الشديدة شتاء .

وشملت عملية الربط بشبكة الغاز الطبيعي 21 بلدية من مجموع 22 بلدية، التي تشكل الخريطة الإدارية لولاية البيض، حيث تتواصل الجهود لإستكمال العملية ببلدية لبنود النائية ( 200 كلم جنوب عاصمة الولاية )، ضمن برامج السنوات المقبلة حسب

وفي سياق متصل سجلت عملية التموين بالطاقة الكهربائية نسبة تقدم هامة، وصلت إلى حدود 94,03 بالمائة لفائدة 44.891عائلة قاطنة عبر أقاليم هذه الولاية، حسب إحصائيات مصالح ذات القطاع .

و قد رفع قطاع الموارد المائية بولاية البيض التي تتميز بشساعة إقليمها، تحديا في مجال ضمان تموين منتظم ودوري بمياه الشرب للمواطنين، حيث تركزت الجهود على محورين أحدهما: اعتماد دراسات تقنية ناجعة جمعت بين ضرورة تلبية مختلف الإحتياجات. فيما يعتمد الثاني من جهة أخرى على وضع آلية دقيقة، تهدف إلى الحفاظ على المخزون الجوفي للثروات المائية المتوفرة باعتبار أن الولاية تقع بمحيط الشط الشرقي.

ومكنت مختلف الجهود التنموية الخاصة بالقطاع بإنجاز 149 خزانا مائيا، بسعة إجمالية كلية تقدر بأكثر من 53 ألف متر مكعب تستغل 129 منبع مائي، غالبيتها مشكلة من الآبار العميقة بنسبة تدفق تقدر بـ: 1.166لتر في الثانية، بمعدل 147 لتر يوميا للفرد كحصة يومية منتظمة كما ذكر مسؤولو قطاع الموارد المائية .

وبلغ عدد السكنات الموصلة بشبكة المياه الصالحة للشرب بالولاية 59.094 منزلا، بنسبة ربط تجاوزت91 بالمائة، حسب ذات المصدر .

ومكنت العديد من المشاريع التربوية هي الاخرى التي استفادت منها ولاية البيض، من تعزيز فرص التمدرس لأبناء هذه الولاية، حيث تتوفر الولاية حاليا على 140 مؤسسة تعليمية للطور الإبتدائي، و47 متوسطة و 22 ثانوية موزعة عبر مجموع بلديات الولاية.

و تتواصل الجهود لأجل تجسيد مشاريع تعليمية جديدة لفائدة عدد من البلديات، ضمن مساعي تقريب المؤسسات التربوية من أبناء الولاية سيما عبر المناطق النائية.

و تعمل مصالح قطاع الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بولاية البيض، على تحسين الخدمات الصحية وتوسيع شبكة الهياكل الإستشفائية، بما يضمن تغطية صحية أفضل لفائدة سكان الولاية .

وتبلغ نسبة التغطية الصحية حاليا معدل سرير واحد لكل 620 مواطن، عبر ثلاثة مؤسسات إستشفائية متواجدة بكل من بلديات بوقطب والأبيض سيدي الشيخ وعاصمة الولاية، بقدرة استيعاب إجمالية تقدر بـ: 470 سرير، إضافة إلى 18عيادة طبية متعددة الخدمات، و66 قاعة علاج منتشرة عبر جميع بلديات الولاية .

ويشرف على تأطير هذه الهياكل الصحية 62 طبيبا أخصائيا، و222 طبيبا عاما، و60 جراح أسنان، و933 من منتسبي سلك الشبه الطبي. ويتطلع القائمون على القطاع إلى الإستفادة من تعداد أوفر من الأطباء الأخصائيين، لسد العجز المسجل في عدد من التخصصات غير متواجدة بالخارطة الصحية للولاية كما ذكر مسؤولو القطاع .

و قد حققت الحظيرة السكنية بولاية البيض قفزة نوعية حيث تحصي الآن ما مجموعه 64.938 وحدة سكنية، من ضمنها 25.683 سكن ذي طابع حضري، و37.197 وحدة عبارة عن بناءات ريفية، لتصل بذلك نسبة شغل السكن الواحد بالولاية إلى 3.86 أفراد، وهو ما يعكس القفزة الهامة التي حققتها مشاريع السكن خلال السنوات الأخيرة، من خلال البرامج المسجلة ضمن مختلف صيغ السكن .

ويجري عبر بلديات الأبيض سيدي الشيخ وبوقطب وبريزينة وعاصمة الولاية، إنشاء أقطاب عمرانية جديدة تكون متنفسا للنسيج الحضري ومدن عصرية تتوفرعلى كافة الضروريات الخاصة بالحياة المعيشية للمواطن.

و تتوفر ولاية البيض على 10 مراكز ثقافية ودار ثقافة و8 مكتبات بلدية، وهي كلها فضاءات يراهن عليها في بعث الفعل الثقافي واستقطاب المواهب الثقافية والإبداعية، بما يسمح بترقيتها والمساهمة بشكل فعلي في تنشيط الساحة الثقافية والإبداعية المحلية

ومن جهته يحصي قطاع الشباب والرياضة بذات الولاية 3 مركبات رياضية، إثنان منهما في طور الإستلام بكل من بلديتي الأبيض سيدي الشيخ وبوقطب، إضافة إلى مركب زكريا المجدوب بعاصمة الولاية، الذي يستقبل الفئات الرياضية الموهوب والفرق والنوادي الناشطة في كرة القدم .

كما يتوفر القطاع على 15 قاعة متعددة النشاطات، و136 ملعبا جواريا، و11 مسبحا جواريا، إضافة إلى عدد هام من المرافق الرياضية المتواجدة عبر جميع بلديات الولاية حسب مسؤولي ذات القطاع.

وحقق قطاع الشباب والرياضة وثبة نوعية، من خلال جملة المشاريع المسجلة خلال العشرية الأخيرة، التي شكلت متنفسا حقيقيا للشباب، خصوصا عبر البلديات النائية التي كانت بالأمس القريب تفتقر لمثل هذه المرافق .

إن ما حققه المسار التنموي بولاية البيض خلال السنوات الأخيرة يعد مكسبا ثمينا، حيث تعمل السلطات المحلية على تحقيق المزيد من المشاريع التنموية في مختلف القطاعات، من أجل تكريس رؤية تنموية متوازنة تلبي حاجيات السكان، والتوجه يرتكز حاليا نحو مجالات أخرى، وفي مقدمتها الإستثمار في الصناعة، من خلال إنجاز مصنعين لإنتاج الآجر بكل من بليتي عين العراك والغاسول، فضلا عن تشجيع الإستثمار أيضا في المجال السياحي، باعتبار أن المنطقة ذات طابع سياحي بامتياز .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى