الوطني

اكثر من 120 ألف قسنطيني يهتفون في الشوارع”لا للعهـدة الخامسة”

الحراك الشعبي

شهدت ولايات شرق البلاد،،إنزالا شعبيا منقطع النظير،حيث سجل حضور الملايين عبر جميع الولايات دون استثناء،وصدحت حناجر المحتجين من رجال،نساء شيوخ وحتى أطفال بصوت واحد “لا للعهدة الخامسة”،و«لا لحكم العصابات”،وهي المظاهرات التي اتسمت بالسلمية،مع تسجيل توقيف رعية أجنبي بعنابة حاول القيام بعمل إجرامي،والذي تم توقيفه وهو قيد التحقيق.

وشهدت قسنطينة أكبر مسيرة ضد العهدة الخامسة في تاريخها، حيث خرج أكثر من 120 ألف شخص إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم لاستمرار بوتفليقة في الحكم، حيث تعالت أصوات المتظاهرين بضرورة “رحيل الرئيس ومن معه”، والرفض التام للعهدة الخامسة، كما رددوا شعارات “كليتو لبلاد يا السراقين”، و«ألو.. بومدين الجزائر راهي تعاني”، و«لا نريد بوتفليقة والسعيد”، وشعارات ضد أويحيى والأفالان.

وعرفت مسيرة عنابة خروج الآلاف من المواطنين المناهضين للعهدة الخامسة، حيث انطلقت وفي صدارتها المئات من النساء من أمام مقر ديوان الولاية، لتسير عبر الشارع الرئيسي المؤدي إلى ساحة الثورة، ورددت حناجر النسوة بمختلف الأعمار، شعارات تصب في مجملها ضد بقاء الرئيس بوتفليقة في الحكم.

وتمكنت مصالح الأمن خلال الساعات الأولى لبداية المسيرة من توقيف شخص “أجنبي الجنسية” بملامح أسيوية في حالة تلبس بمحاولة خلق الفوضى والاعتداء على بعض المواطنين.

وحسب المعلومات الأولية، فقد حاول الموقوف، الذي يبلغ من العمر 30 سنة، ارتكاب نشاط إجرامي يجهل أسبابه وخلفياته، وأضافت مصادرنا أن الموقوف يخضع حاليا للتحقيق من طرف مصالح الشرطة.

وسجلت المرأة حضورها بقوة في المظاهرات التي شهدتها مدينة جيجل،حيث خرجت مئات النساء من مختلف الأعمار إلى جانب الرجال في مسيرة تعد الأكبر منذ 22 فيفري الماضي، شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين والكل يحمل شعار “لا للعهدة الخامسة”.

وانطلقت المسيرة كالعادة مباشرة بعد صلاة الجمعة من ساحة الجمهورية، وجابت العديد من الشوارع على غرار الأمير عبد القادر، ساحة بابا عروج، مقر الولاية، قبل العودة إلى نفس الساحة، حيث تحولت هذه الأخيرة إلى سيل بشيري لا متناه على امتداد مئات الأمتار.

وفور انتهاء صلاة الجمعة، التحقت مجموعات شبانية كانت تعمل منذ الفجر الأول على تنظيم شارع وسط مدينة تبسة إلى غاية مقر الولاية، وتمكنت هذه المجموعات من رفع عشرات أكياس الحجارة والقضبان الحديدية، والمتاريس أحضرتها أطراف مجهولة، في محاولة فاشلة لتحويل المسيرة عن غرضها السلمي في التغيير لمناهضة النظام والمطالبة بسقوطه، والحيلولة دون العهدة الخامسة التي يرفضها الشارع التبسي جملة وتفصيلا تحت أي غطاء، حيث شارك في المسيرة عشرات الآلاف رجال ونساء وحتى شيوخ وأطفال.

وكانت الاستجابة واسعة للمسيرة التي شاركت فيها النساء بقوة، إلى جانب الشباب، وتعد المسيرة الأضخم بولاية سكيكدة، حيث خرج عشرات الآلاف من المواطنين والمواطنات مباشرة بعد صلاة الجمعة، رافعين جملة من الشعارات التي يطالبون من خلالها برحيل النظام ولا للعهدة الخامسة. هذه المسيرة التي عرفت تنظيما محكما من قبل الشباب، انطلقت من ساحة باب قسنطينة وصولا إلى ساحة أول نوفمبر 1954، حاملين الراية الوطنية بشكل لافت للانتباه عكس المسيرتين الماضيتين.

وعاشت مدينة ميلة يوما تاريخيا لم يشهد له مثيل منذ الاستقلال، زلزال بشري حل بشوارع المدينة صنعته حناجر أكثر من 30 ألف مواطنة ومواطن، خرجوا كما لم يسبق لهم أن خرجوا وشعارهم واحد “لا للعهدة الخامسة”، “ارحلوا”، “لا للكل والهوان”، “نعم لجزائر جديدة، جزائر الكفاءات”.

المسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة من روضة الشهداء، وتوقفت مطولا أمام تمثال المجاهد المرحوم بن طوبال، حيث التقت كل الحشود البشرية ورددت شعارات التغيير والحرية، قبل أن تعود أدراجها مجددا نحو ساحة عين الصياح.

وفي الطارف، حشود بشرية من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية تتقدمهم النسوة في يومهن العالمي للمرأة، نزلت إلى الشوارع بمدينة الطارف، قادمة من مختلف البلديات بما فيها الحدودية المعزولة، وتجاوز عدد المتظاهرين في أكبر مسيرة سلمية عرفتها المنطقة تجاوز تعدادها 10 آلاف شخص، وتعددت الشعارات والهتافات المناهضة للعهدة الخامسة وإدانة النظام برمته بالفساد الذي خرب الاقتصاد وجوع الشعب.

وما ميز الحراك الشعبي ضد ترشح بوتفليقة للرئاسيات في ولاية سوق أهراس، انضمام عشرات النساء والفتيات للمسيرة السلمية التي شهدتها الولاية، حيث انطلقت جموع المحتجين من كل الأعمار، والذين قدروا بعشرات الآلاف، مباشرة بعد صلاة الجمعة، بأضعاف المسيرات السابقة تجوب شوارع وساحات عاصمة الولاية، مداوروش، سدراتة، وحتى أصغر البلديات على غرار تارڤالت، سافل الويدان التي التحقت بركب الرافضين للخامسة.

ولم تتخلف نساء باتنة هن كذلك عن ركوب موجة التجمع والحراك الشعبي الرافض لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، وفضلن الانضمام لصفوف الرجال، في مسيرة أمس، واضطر أئمة المساجد إلى الاختصار في خطبتي الجمعة، لتسهيل مهمة المشاركة في المسيرة، التي شارك فيها ما يفوق 50 ألف مشارك ومشاركة، حيث حضرت العجائز والشابات والنساء، وحتى البنات الصغار، ورفعن شعارات “الجزائر أمانة في أعناقكم يا رجال”، كما رددن هتافات ضد العهدة الخامسة وضد النظام الحاكم وطالبن بتغييره.

أما بخنشلة، فقد أقدم مواطنون على طرد ممثلي المجتمع المدني والجمعيات وحتى بعض ممثلي الأحزاب، رافضين تواجدهم وسطهم، مؤكدين أن الشعب يحمي نفسه بنفسه ولا يريدون أن يتبنى أحد مسيرتهم الموصوفة بالسلمية. المسيرة التي انطلقت من ساحة عباس لغرور وسط المدينة، رفع خلالها المتظاهرون، الذين قدروا بعشرات الآلاف، الأعلام الوطنية ولافتات ترفض العهدة الخامسة، ورحيل النظام الذي صار غير مرغوب فيه، وعبارات تدعو إلى الوحدة الوطنية والسلمية والمحافظة على ممتلكات الشعب، وضرورة أن تسمع السلطة لصوت الشعب.

وفي سطيف، نظم المواطنون أكبر مسيرة شعبية تعرفها الولاية من عقود، وصلت الأعداد إلى 100 ألف حسب بعض الأصداء، فيما فضلت بعض البلديات الأخرى أن تنظم مسيرتها الخاصة في شوارع البلديات رغم ضيق الشوارع والساحات العامة.

وفي برج بوعريريج، خرج مئات المتظاهرين الرافضين للعهدة الخامسة، نساء ورجالا، حاملين شعارات “لا للعهدة الخامسةّ”، “بركات بركات 20 سنة بركات”، على مسافة تتجاوز أربعة كيلومترات، كانت الحشود البشرية تجوب نهج الحرية ونهج هواري بومدين، تتوسطها سيارة حاملة لنعش مغطى بالعلم الوطني، تهتف “جزائر حرة ديمقراطية ماهيش مملكة”، ووقف المتظاهرون مطولا أمام المحافظة مرددين “أفالان ارحل”، كما وقفوا أمام مديرية الأمن هاتفين “جيش شعب خاوة خاوة”. وما ميزة المسيرة المليونية، الحضور النسوي الكبير، أمهات، عجائز شابات.

وجدد سكان بسكرة العهد مع المسيرات الرافضة للعهدة الخامسة،حيث تميزت مسيرة أمس الجمعة بخروج العنصر النسوي تزامنا واليوم العالمي للمرأة،إلى جانب الرجال،حيث انفجر الشارع بسيول بشرية قدرت بعشرات الآلاف،رسمت صورة حضارية سلمية وكلهم بصوت واحد“لا للعهدة الخامسة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى