الوطني

الضجة التي أثارها المغرب حول الجزائر “مفتعلة”

أكد الكثير من المحللين السياسيين أن الضجة التي أثارها المغرب حول موقف الجزائر الثابت إزاء القضية الصحراوية “مفتعلة” لتبرير عجزه في تسيير شؤونه جراء الازمة التي يعاني منها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وكذا الضغوطات الخارجية لوقف انتهاكاته لحقوق الانسان في الصحراء الغربية.

و أرجع الاستاذ الجامعي صايشي مصطفى التحامل المتصاعد للمغرب ضد الجزائر الى “الاحباطات والاخفاقات” السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالمملكة والتي أدت الى اضطرابات اجتماعية لاسيما بعد رفع مواد أساسية وكذا “تخوفه” من الاضطرابات السائدة في العالم العربي.

أما السبب الاخر الذي ذكره الأستاذ فيتمثل في الدعم الذي كسبته قضية الصحراء الغربية على المستوى الدولي والاقليمي والمحلي مشيرا الى الضغوطات التي تمارسها الخارجية الامريكية والاتحاد الاوروبي على المغرب لايجاد آلية أممية لمتابعة ومراقبة اختراقات حقوق الانسان في الاراضي الصحراوية المحتلة إضافة الى ضغط المبعوث الاممي كريستوفر روس من اجل مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع (المغرب وجبهة البوليساريو).

كما أشار المتحدث الى مشروع الائحة الصادرة عن اللجنة الرباعية لتصفية الاستعمار والتي ناقشت لاول مرة “الاستغلال غير المشروع” لثروات الشعب الصحراوي ,فهذه الضغوطات جعلت القصر الملكي — كما أوضح —يبحث عن “متنفس خارجي لتوجيه الراي العام الداخلي والخارجي نحو عدو اسمه الجزائر“.

وذكر الاستاذ صايشي بأن المغرب “يتسبب دائما في الحالات العدائية تجاه المواقف المبدئية للجزائر المتعلقة بالحفاظ على قدسية الحدود وتكريس مبدأ تصفية الاستعمار في العالم”. ومن جانبه يرى الاستاذ الجامعي عبد العالي رزاقي أن الاسباب الحقيقية التي دفعت بالمغرب الى هذا التحامل وسحبه سفيره من الجزائر تعود الى التقرير الذي قدمه المبعوث الاممي كريستوفر روس الى هيئة الامم المتحدة والمتعلق بحقوق الانسان في الاراضي المحتلة من الصحراء الغربية.

والسبب الثاني مرتبط كما اضاف ب”الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الامريكي جون كيري الى الجزائر ثم المغرب” مشيرا الى تسبيق الجزائر على المغرب يعني “إعطاء قيمة لها على حساب العلاقات القديمة بين الولايات المتحدة والمغرب“.

ويعود السبب الاخير حسب المتحدث الى “الزيارة المرتقبة ايضا للوزير الاول الفرنسي للجزائر والمشاريع التي يحملها معه خاصة في مجال صناعة السيارات“.

أما الاسباب الداخلية فهي مرتبطة كما أوضح الاستاذ رزاقي بالتناقضات بين الاحزاب المغربية والسلطة حيث يلجأ الملك دائما الى استعمال ورقة البوليساريو لتوحيد الاحزاب.

و فيما يتعلق بتمزيق الراية الوطنية بعد نزعها من على القنصلية الجزائرية بالدارالبيضاء أوضح نفس الاستاذ أن تداعيات هذه الحادثة ستكون “كبيرة في العلاقات بين البلدين” معتبرا هذا الفعل “مساس” بسيادة الدولة الجزائرية بحيث أنه “يصعب على الجزائر أن تنسى هذا العمل” لاسيما وأنه جاء في أول نوفمبر الذي أنطلقت فيه الثورة التحريرية المجيدة.

و أعتبر تمزيق الراية الوطنية من “أخطر المواقف التي تقع بين دولتين عربيتين متجاورتين وهذا ما دفع بالجزائر الى عدم التصعيد تفاديا لاي تداعيات أخرى” حسبه. وبدوره سجل الاستاذ محمد برقوق أن ما يقوم به المغرب حاليا ازاء الجزائر ليس بالامر الجديد غير ان الحدة قد “ازدادت هذه المرة” بحكم انه سبق وان تعدى على حرمة حدودنا بعد استعادة الجزائر استقلالها.

وأوضح أن التحامل الذي يشنه المغرب اليوم على الجزائر يعود الى الاخفاقات الداخلية بحكم الازمة التي يعاني منها في مختلف المجالات وكذا اخفاقاته فيما يخص احتلاله للصحراء الغربية جراء ممارساته اللاأخلاقية إزاء الشعب الصحراوي والقتل الذي يتعرض له يوميا الى جانب التحول السائد داخل الطبقة السياسية في بعض الدول الاوروبية لصالح القضية الصحراوية.

ولتغطية هذه الاخفاقات لجأ القصر الملكي الى التهجم على الجزائر التي دافعت عن كل الشعوب المستعمر كما خلص الاستاذ برقوق القول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى