الوطني

الرباط تهاجم الجزائر في عيد ثورتها

هاجم المغرب، مجددا، الجزائر، وهذه المرة في عيد ثورتها الفاتح نوفمبر، بسبب قضية الصحراء الغربية. فقد اتهمت الوزير المغربية المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، مباركة بوعيدة، أول أمس، “الجزائر بافتعال عرقلة جهود الأمم المتحدة والضلوع في جمود مسلسل التفاوض الذي ترعاه هذه المنظمة”.

رغم إلحاح السلطات العليا للبلاد على أن “دور الجزائر في قضية الصحراء الغربية لا يعدو أن يكون طرفا ملاحظا”، إلا أن النظام المغربي لا يزال مصرا على إقحام الجزائر عنوة في هذه القضية. وجاء تصريح الوزيرة المغربية المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، مباركة بوعيدة، في زيارة لها إلى المكسيك، أول أمس، توجه فيه “هجوما حادا” على الجزائر التي وصفتها بـ”الطرف المناوئ للمغرب”، واتهمتها بـ”افتعال عرقلة جهود الأمم المتحدة”.

وبلغة التهديد والوعيد، حذرت بوعيدة، حسب وسائل الإعلام المغربية، “من استمرار الأطراف المناوئة للمغرب في افتعال عرقلة جهود الأمم المتحدة، التي تهدف إلى التوصل إلى حل سياسي متفاوض عليه حول نزاع الصحراء، والرباط غير مكترثة للاستفزازات والمغالطات التي يروجها خصوم الوحدة الترابية”، في إشارة صريحة للجزائر.

واتهمت بوعيدة الجزائر والبوليساريو “بالضلوع في جمود المسلسل التفاوضي، الذي ترعاه الأمم المتحدة في أفق حل سياسي نهائي متوافق عليه، كما ندعو إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوضع حد لمأساة المحتجزين بتندوف”، حسب زعمها. كما زعمت الوزيرة المغربية، أيضا في لقاء جمعها مع نائب وزير الخارجية ورئيس مجلس الشيوخ المكسيكيين، “إن استمرار الأوضاع الإنسانية في مخيمات تندوف أمر خطير ويضرب كل القيم الكونية ومبادئ حقوق الإنسان”، واعتبرت أن “المجتمع الدولي يحتاج للتعرف على حقيقة النزاع المفتعل بشأن قضية الصحراء المغربية”.

ولتوريط الجزائر أمام المجتمع الدولي، قالت الوزيرة إن “تجاوز أزمة الصحراء الغربية يستند إلى إنجاح مسار الجهوية الموسعة كخطوة أولى نحو الأجرأة العملية لمشروع الحكم الذاتي، كحل أمثل ونهائي، يحظى بالواقعية والجدية ويتمتع بالمصداقية”، استنادا إلى تصريحها طبعا. ودافعت الوزيرة عن موقف بلادها في مقابل “تقزيم” موقف الجزائر تجاه قضية الصحراء الغربية. وذكرت: “الرباط طرحت مبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي هادف إلى منح ساكنة الصحراء صلاحيات واسعة في تدبير شؤونهم، والمملكة متشبثة بالمسار الأممي وقرارات مجلس الأمن لطي هذا النزاع المفتعل”، على حد قولها.

ورغم هذا “الهجوم الحاد” من الوزيرة المغربية، إلا أن الملك المغربي محمد السادس، بعث، أمس، رسالة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة تخليد ذكرى اندلاع ثورتها التحريرية. وعبر محمد السادس عن “أصدق عبارات التهاني، وأخلص التمنيات للرئيس الجزائري بموفور الصحة والعافية والهناء، وللشعب الجزائري الشقيق بمزيد التقدم والازدهار”، مضيفا أن “الشعب المغربي يشاطر شقيقه الجزائري مشاعر الاعتزاز بهذه الذكرى التاريخية”.

وقال الملك المغربي إن “الشعب المغربي يستحضر ذلك التجاوب الصادق والتضامن التلقائي، الذي جمعهما في فترة كفاحهما البطولي من أجل الحرية والاستقلال، إيمانا منهما بحتمية الوحدة والمصير المشترك، بالنظر لما يتقاسمانه من جوار وتاريخ ودين وثقافة”، مشيرا إلى “حرصنا القوي على مواصلة العمل مع الرئيس الجزائري، من أجل تعزيز علاقات التعاون المثمر، والتضامن الفاعل بين البلدين، لما فيه خدمة المصالح المشتركة للشعبين، وبما يسهم في دعم صرح اتحاد المغرب العربي، على أسس الوحدة والتكامل والاندماج”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى