الوطني

“الجزائر بحاجة إلى رجال مسؤولين”

انتقد رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، الخلافات العلنية بين أعضاء الحكومة، وقال إن الجزائر في حاجة إلى حكومة قوية ورجال أقوياء.

وعلق حمروش على سؤال صحفي في ختام الجامعة الصيفية لجبهة المستقبل، أمس، بالعاصمة، بخصوص تضارب التصريحات بين أعضاء الحكومة، قائلا: “آمل أن هذا التضارب والتناقض لا يؤثر، لأن الجزائر في حاجة إلى حكومة قوية ورجال مسؤولين”، مضيفا “الحكومة هي أداة الدولة في تنفيذ السياسات الوطنية”.

وذكر حمروش أنه يفضل تجنب انتقاد الحكومة، غير أنه لاحظ “أن الجزائر تعيش وضعا غير طبيعي”. ونبه إلى أن “الجزائر تواجه مخاطر جمة، في عصر انقرضت فيه دول وتسير أخرى إلى الانقراض”، وتساءل: “هل نحن في منأى عن هذه التهديدات؟”، ليجيب بنفسه: “نصف نعم ولا”، أي أنها تواجه هذه التهديد جزئيا.

وفي تحليله للحالة الجزائرية، قال حمروش إنه بعكس دول في الشرق الأوسط لم يكن ميلادها بموجب اتفاقية سايكس بيكو بل بفضل إرادة الشعب. مضيفا “نحن لدينا (في الجزائر) شيء ملموس ندافع عنه، أي الأرض والانتماء إلى هذه الأرض والذود عنها”، محددا نقطة الضعف في الجزائر بحالة الوهن، وذكر “لدينا موضع ضعف هو وهن الدولة ويجب التصدي له”، عبر عملية سماها بانخراط المواطنين في الشأن العام. وبحسبه، فإن متخذ القرار في حاجة للتوجه إلى الناس لشرح حقيقة ما يجري في البلد، وإقناعه بأنه في مأمن.

وبحسبه، فعملية الانخراط شيء جوهري من كل الجوانب، حيث تساعد على تأمين المكاسب والانتقال إلى أعمال أخرى، موضحا أنه إذا كان 80 بالمائة من الشعب لا يدري ماذا يجري ويتم إخفاء عنه الحقائق، وندخله في نقاش بيزنطي وعمليات إلهاء، فسيكون الشعب خاضعا لتأثير تدخلات خارجية.

ونبه إلى أن عناصر الجيش معنيون أيضا بعملية الانخراط، أي الوعي بحقائق ما يجري على الأرض. وأعطى بهذا الخصوص مثالا عن غياب الانخراط بقطاع التربية، وذكر أن المشكل في ما يجري من إصلاحات في قطاع التربية، أنها تتم في غياب الأسرة التربوية.. وتساءل: هل الأساتذة مشاركون في العميلة.. وهل هم موافقون عليها؟ 

وفي تفسيره لفشل خطط الإصلاح السابقة، قال: “كم من قضية عادلة أخفقت لأن الذين يقومون بالدفاع عنها لا يؤمنون بها؟”.

ونصح حمروش بإيلاء اهتمام للمكونين الذين يتولون تربية وتعليم أجيال المستقبل، الذين يقع على عاتقهم النهوض بالجزائر، ولاحظ في تحليله “في الجزائر لم نبلغ درجة أن الإنسان هو الثروة والأداة في تنفيذ أي برنامج”، مسجلا بهذا الخصوص “العجز في استغلال الطاقات المبعثرة في بلادنا”، مضيفا “لدينا ذكاء مبعثر، فيه ذكاء فردي، لكن ما ينقصنا هو الذكاء الجماعي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى