الوطني

صدمة بالادريسية بعد رحيل الشيخ عطاء الله

لم يصدق سكان بلدية الإدريسية بولاية الجلفة، مسقط رأس الفنان الشيخ عطالله، ومقر إقامته نبأ وفاة هذا الأخير في حادث مرور على مستوى الطريق الولائي الرابط بين بلديتي زلفانة  والقرارة، ما جعل المئات يقصدون بيت الشيخ ” عطاء الله ” وعشرات السيارات تتوقف بالشارع المتواجد به سكنه لكن لا أحد تجرأ على الإقتراب من باب السكن أو حتى من باب سكن والديه القريب من مسكنه، باعتبار أن النبأ لم يصل عائلته والكل كان يحبس دموعه في عينيه ولا يريد أن يكون السبب في صدمة الأم أو الوالد المريض أو الزوجة الحامل في شهرها الثامن.

لكن التساؤلات بدأت تخيم على أخوته الخمسة الذين شعروا بأن شيئا غريبا بشارعهم بالجهة الغربية بالبلدية حي  المشتلة  يحدث ، وحتى بعد أن تناهى لهم الخبر لم يصدقوا وبدأ البعض في مهاتفته لكن هاتفه كان خارج مجال التغطية، لكن مع مرور الوقت واتصال السلطات بهم تأكدوا أن النبأ حقيقة وأنهم بصدد تلقي صدمة، وازداد وقع المصيبة أكثر حين بدأت أفواج النساء تصل تباعا إلى دار الفقيد لمواساة الزوجة والأم والأبناء ولا نستطيع وصف الصدمة عند هؤلاء لقد كان الجميع يكرر” إنكم تكذبون أحمد لم يمت ” هذه عبارات الوالدة والزوجة المندهشة المصدومة.

 وأما والده فلزم الصمت الذي يخفي وراءه حزنا عنيقا لأنه كان بصدد التحضير لموعد علاج في تونس وأما السكان فمنهم من التزم الصمت ودموعه متحجرة في مآقيه ومنهم من آثر الجماعة يحكون عن سبب الحادث والجميع يشله الحزن والكل يقول لقد رحل صغيرا لم يتجاوز السادسة والأربعين من العمر وفي قمة العطاء الفني، وبعضهم يتكلم عن أبنائه دلال، ساجدة ورقية وزيد.

رحل وكان يحضّر لتوسيع خيمته بعد أن جمعت شعراء الملحون على المستوى الوطني ليجمع شعراء الوطن العربي واتصل بعدة دول في الخليج وفي المغرب العربي ليباشر التسجيل لحصة رمضانية العام المقبل، بل يؤكد أحد جيرانه أنه كان على موعد معه في ليلة الحادث لعقد صلح بين أطراف متنازعة في قطعة أرض وكان الشيخ عطاء الله هو من اقترح عليهم أن يجمع بينهم لعقد الصلح وكان في طريقه عائدا من ولاية ورقلة، حيث كان ينشط احتفاليات أول نوفمبر بالمنطقة العسكرية هناك وكان في عودته يذكر موعد الصلح لكنه مات قبل أن يصل، الجميع تحدث ورجال الحماية المدنية شرعوا في تشييد خيمهم تحضيرا لاستقبال الوفود المتوقع حضورها بالآلاف ولا تستطيع أن تجمعها الغرف مهما كبرت واتسعت.

أما السلطات على مستوى الدائرة والبلدية فقد عقدت جلسة طارئة للجنة أمن الدائرة ونسّقت مع الأعيان للتحضير لتشييع مراسيم الجنازة ونقل جثمانه من مستشفى بلدية  زلفانة  حيث وصل الجثمان في حدود الرابعة من صباح اليوم الخميس لتكون صلاة الجنازة من بعد صلاة عصر نهار اليوم .  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى