إقتصاد وطاقة

“توتال”لجأت للتحكيم الدولي بعد ما لم يعد لها مشاريع في الجزائر

اعتبر المدير العام الأسبق لمجمع سوناطراك، عبد المجيد عطار، أن الشركات البترولية حينما تلجأ لرفع الدعاوى القضائية أمام المحاكم الدولية، تراعي مصالحها بالدرجة الأولى القائمة، فقد جاء القرار بعدما أصبحت في حل من التزامات كبيرة ولم تعد لها مشاريع كبيرة يمكن أن تشكّل رهانا.

أوضح عطار لـ”الخبر” أن “أناداركو” الأمريكية مثلا، ذهبت للتحكيم لأنها لم تكن لديها مشاريع كبيرة طور التطوير، ومصالح باستثناء الحقول المستغلة، بينما في اعتقادنا أن توتال في تلك الفترة التي رفعت أولى الدعاوى القضائية من قبل “أناداركو” كانت لديها جملة من المصالح، منها عقد استكشاف واستغلال حقل أهنات، وبالتالي لم يكن من الواقعية أن تفتح جبهة جديدة يمكن أن يقوّض مشاريعها، حيث كانت لتوتال مشروع كبير يتمثل في مركب أرزيو لفصل الميثان. وإذا قامت حينها باللجوء إلى التحكيم، فإن مشاريعها كان يمكن أن تقوض. مضيفا “أن الأمر يتعلق بموازين قوى قائمة، ونفس الأمر بالنسبة لريسبول التي كان لديها مشروع غاسي طويل الغازي مع غاز ناتورال وأيضا الغاز الطبيعي المميع.

وعليه، فإن التوقيت مهم لأن الشركات هذه كانت لديها عقود ومشاريع هامة لا تريد أن تقوّضها سواء كانت في طور الاستغلال والتطوير.

وأشار عطار أن الشركتين لم تمسسهما كثيرا الرسم على الأرباح الاستثنائية المفروضة من قبل الجزائر، لأن إنتاجهما لم تكن كبيرة. فريبسول كانت تنتج كميات متواضعة مقارنة بـ”أناداركو” التي قارب إنتاجها 300 ألف برميل يوميا. ونفس الأمر ينطبق على “توتال” التي كانت تنتج في حقول “تين فوي- تابنكورت” و«حمراء” ولم يكونا في موقع قوة. ونفس الأمر ينطبق على مجمع “إيني” أيضا، فالشركات التي كانت في موقع قوة بداية هي التي رفعت دعاوى قضائية، وبعد أن انسحبت “توتال” من أهنات وفقدت ريسبول نقاطا في مناطق، منها تيڤنتورين، فإن الشركات اختارت الظرف الجديد لرفع دعاوى قضائية، وعلى شاكلة “أناداركو” التي رفعت الدعوى، فإن الشركتين قررتا اللجوء الى التحكيم الدولي بهدف الاستفادة من تعويضات، فلا ننسى أن “أناداركو” كسبت رغم الاتفاق بالتراضي مزايا عديدة.

وعن السيناريوهات المحتملة، أكد عطار “إما أن يكون هناك مشهد مماثل لحالة “أناداركو” والتوصل إلى حل بالتراضي، أو أن مسار التحكيم سيمتد لأشهر، مع إمكانية أن تحصل الشركات بعدها على مزايا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى