الدولي

مالي..مجموعة”ايكواس”مترددة بين الحل السلمي و الخيار العسكري

جدد قادة المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا”ايكواس”التزامهمم بتسوية سلمية للازمة المستعصية التي تشهدها مالي غير انهم لم تستبعدوا اللجوء الى الخيار العسكري اذا تحتم الامر فيما يشهد شمال البلاد مزيدا من الانفلات في اعقاب تدمير الجماعات المسلحة لاضرحة الاولياء ضمن مخططهم الرامي الى تعزيز سيطرتهم على المنطقة”بدون منازع”. و دعت قمة”ياموسوكرو”التي عقدها رؤساء دول ايكواس امس برئاسة الرئيس الايفواري حسن واتارا لى”الاسراع”في استصدار قرار اممي يسمح بارسال قوة عسكرية اقليمية الى مالي للتصدي للجماعات المسلحة التي بسطت نفوذها على كامل المنطقة”دون منازع”بعد ان طردت طوارق”الحركة الوطنية لتحريرالازواد”في معارك دامية خلفت 20 قتيلا على الاقل. واعرب رؤساء ايكواس عن قلقهم من سعي المجموعات المسلحة الى انشاء معقل في شمال مالي و مركز تنسيق الشبكات الارهابية في القارة على غرار القاعدة في بلاد المغرب الاسرمي”اكمي”وحركة انصار الدين و حركة التوحيد و الجهاد في غرب افريقيا “موجاو”و غيرها معبرين عن قلقهم من ان استمرار هذا الوضع الهش “سيشكل خطرا”على السلام و الامن الاقليمي و الدولي. و قررت ايكواس في ختام الاجتماع ارسال بعثة تقييم فنية في”اسرع وقت ممكن”الى مالي تضم عسكريين في الوقت الذي تستعد فيه في حال خيار التدخل العسكري الى ارسال قوة قوامها 3300 عنصر الا ان هذا القرار يحتاج الى دعم تاييد دولي بعدما حاز على تاييد الاتحاد الافريقي وكذلك الى دعم لوجستي من الولايات المتحدة فرنسا. لكن رؤية واشنطن للوضع شمال مالي مختلفة تماما فان كانت تؤيد مشروع ايكواس للتدخل عسكريا شمال مالي فهي ترى ان هذا المشروع عليه” ان يرسى الاستقرار في جنوب مالي لا ان تخوض مغامرة عسكرية في شمالها”. وفي هذا الصدد قال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية المكلف بالمسائل الافريقية جونى كارسون ان بلاده تؤيد هذا المشروع الا انه حذرها من اى عملية عسكرية محتملة فى شمال مالي الذى يسيطر عليه اسلاميون مسلحون. و اوضح كارسون امام لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس النواب انه”ينبغي التنبه الى انه لم يعد لحكومة الجنوب قوة مسلحة بالمعنى الفعلى للكلمة لقد خسرت نصف معداتها حين غادرت الشمال”. ونبه كارسون الى ان”معاودة احتلال الشمال سيكون مهمة بالغة الصعوبة بالنسبة الى مجموعة ايكواس” مشددا على وجوب “التحضير لمهمة مماثلة فى الجنوب بتأن وتامين الامكانيات لها”. و نظرا لاستمرار تردي الوضع في مالي تبذل دول الجوار مساعي دبلوماسية من اجل احتوء الازمة التي دخلت شهر الثالث حيث شهدت المنطقة زخما سياسيا مع اجراء مشاورات مكثفة بين زعماء هذه الدول. وكان كل من وزير بوركينا فاسو جبريل باسولي و امارا ايسي المبعوث الخاص الخاص للرئيس الايفواري الحسن واتار قد بحثا خلال هذا الاسبوع في الجزائر الوضع في مالي حيث وصف الوزير البركينابي دور الجزائر في تسوية الأزمة التي تزعزع مالي منذ عدة أشهر بال”هام جدا”فيما اكد المبعوث الايفواري على الدور”المحوري”لجزائر في البحث عن حل للازمة التي تعصف بالباد الجار. و بالتوازي مع هذا بحث جان بينغ رئيس لجنة الاتحاد الافريقي مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تناولت اخر تطورات الوضع في شمال مالي وتم ما التوصل اليه على المستوى الاقليمي و القاري لايجاد تسوية للازمة في هذا البلد. و ميدانيا يعيش شمال مالي حالة انفلات”غير مسبوقة”في ظل استمرار اعمال العنف و التخريب فبعد المعارك الطاحنة بين الجماعات المسلحة المتناحرة انتهت بسقوط ثالث مدينة و هي “غاو” في ايدى جماعة “حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا”موجاو”الإسلامية بعد هيمنتها على مدنتي”كيدال”وتومبوكتو”الاثرية لجأت هذه الجماعات الى اسلوب”جديد”ضمن خططها الرامية الى التخريي حيث دمرت جماعة”أنصار الدين”مزارات التي تضم اضرحة الاولياء في مدينة”تمبكتو”. و قال شهود وهم سكان المدينة ان”اضرحة سيدي محمدو سيدي المختار و الفا مويا تعرضوا للتدمير من قبل الاسلامين”. وياتي هذا التطور ردا على اعلان منظمة “اليونسكو”اول امس الخميس ان مدينة”تمبكتو”التي ادرجتها عام 1988 على لائحتها لمواقع التراث العالمية”باتت مهددة بالخطر”وحذرت من احتمال تعرضها للدمار عقب الانقلاب الذى أطاح بالحكومة المالية فى شهر مارس الماضى. في هذا الصدد اكد المتحدث باسم”انصار الدين” ان حركته”ستدمر اليوم كل اضرحة المدينة دون استثناء ردا على اعتبار اليونسكو مدينة تمبوكتو مهددة بالخطر”. واعربت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) عن اسفها للتدمير”المأسوي”الذي طال و” بدون مبرر”الاضرحة في تومبوكتو داعية كل الاطراف المعنية بالنزاع في تمبوكتو الى تحمل مسؤولياتها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى