الدولي

فايز السراج وخليفة حفتر يلتزمان وقف إطلاق النار وتنظيم انتخابات في أقرب وقت

فايز السراج وخليفة حفتر يلتزمان وقف إطلاق النار وتنظيم انتخابات في أقرب وقت

التزم رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج وخصمه قائد “الجيش الوطني الليبي” المشير خليفة حفتر الثلاثاء في بيان مشترك “وقف مشروط لإطلاق النار وتنظيم انتخابات رئاسية ونيابية في أقرب وقت ممكن”. وتم توقيع البيان قرب باريس برعاية الرئيس إيمانويل ماكرون.

وقع رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج وخصمه قائد “الجيش الوطني الليبي” المشير خليفة حفترالثلاثاء في باريس برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيانا مشتركا يلتزمان فيها بوقف مشروط لإطلاق النار وتنظيم انتخابات “رئاسية ونيابية في أقرب وقت ممكن”. وجاء في البيان الذي يتضمن عشر نقاط: “نعلن الالتزام بوقف إطلاق النار (…) ونتعهد العمل على إجراء انتخابات رئاسية ونيابية في أقرب وقت ممكن”.

وبدأ لقاء فايز السراج وخليفة حفتر ظهر الثلاثاء في قصر “لا سيل سان كلو” التابع لوزارة الخارجية الفرنسية في منطقة باريس برعاية ماكرون وبحضور موفد الأمم المتحدة الجديد إلى ليبيا غسان سلامة. وأشاد ماكرون في مؤتمر صحفي عقب اللقاء بـ “الشجاعة التاريخية” للسراج وحفتر، مشيرا إلى أنهما يمكن أن يصبحا رموزا للمصالحة في ليبيا، ويؤكد الخصمان، أبرز شخصيتين مؤثرتين في المشهد الليبي، أن الحل السياسي وحده سيخرج ليبيا من الأزمة، كما يكرران تأكيد صلاحية اتفاقات 2015 المبرمة برعاية الأمم المتحدة في مدينة الصخيرات المغربية.

ويوضحان أن وقف إطلاق النار لا يسري على مكافحة الإرهاب ويدعو إلى تسريح مقاتلي الفصائل والمجموعات المسلحة وتشكيل جيش ليبي نظامي. وقد التقى حفتر والسراج في كانون الثاني/يناير 2016 بعيد تعيين السراج، ثم التقيا في بداية أيار/مايو بأبوظبي دون أن يسفر ذلك عن نتيجة. ولم ينجح السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الضعيفة، الذي يحظى بدعم المجتمع الدولي في بسط سلطته على البلاد بالكامل بعد أكثر من عام من انتقال حكومة الوفاق إلى طرابلس.

أما المشير حفتر غير المعترِف بشرعية حكومة السراج فيحظى بدعم “برلمان طبرق” المنتخب ونجح بتحقيق مكاسب عسكرية ميدانية في الشرق في مواجهته مع فصائل إسلامية لا سيما في بنغازي. ولا تخلو مبادرة ماكرون من صعوبات بالنظر إلى الوضع الليبي المعقد والفوضى التي تسود ليبيا منذ إسقاط نظام معمر القذافي نهاية 2011 وسط تنازع السلطة وتهديد الجهاديين وتهريب الأسلحة والبشر. ويضاف كل ذلك إلى ضلوع قوى إقليمية في النزاع.

وجعل الرئيس الفرنسي الملف الليبي بين أولوياته وتبنى النهج “البراغماتي” لوزير خارجيته جان إيف لودريان، وزير الدفاع السابق الذي “يأخذ في الاعتبار الوقائع على الأرض” ويعد المشير حفتر حصنا في وجه الخطر الجهادي. لقد كشف مقتل ثلاثة عسكريين فرنسيين العام الفائت في ليبيا عن مساندة باريس لقوات حفتر. وأثارت المبادرة الفرنسية على ما يبدو بعض الانزعاج لدى إيطاليا، القوة المستعمرة السابقة في ليبيا، وخصوصا أنها تدفع الثمن الأكبر في ملف المهاجرين الذين يصلون يوميا بالمئات إليها انطلاقا من السواحل الليبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى