الخضر يغادرون العرس القاري من الباب الضيق بعد الاقصاء المر امام موريتانيا
تعرض المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم لإقصاء “مخيب” من الدور الأول لنهائيات كأس أمم إفريقيا-2023 (المؤجلة إلى 2024) بكوت ديفوار (13 يناير-11 فبراير)، عقب خسارة “مدوية” أمام موريتانيا (1-0 /الشوط الأول: 1-0)، سهرة أمس الثلاثاء، بملعب “السلام” ببواكي، لحساب الجولة الثالثة للمجموعة الرابعة، ليغادر “الخضر” العرس القاري من الباب الضيق.
و بعد تعثره في الخرجة الأولى خلال الطبعة الـ34، بتعادل بطعم الخسارة (1-1) أمام منتخب أنغولا، و اقتناصه لتعادل ثمين بطعم الفوز ضد بوركينا فاسو (2-2)، كانت كتيبة “محاربي الصحراء” مطالبة بتجاوز عقبة منتخب موريتانيا الذي خسر في مقابلتي الجولتين الاولى والثانية أمام بوركينا فاسو (0-1) و أنغولا (2-3).
و من أجل انتزاع الفوز المنتظر في هذه الدورة أجرى الناخب الوطني جمال بلماضي 5 تغييرات كاملة على التشكيلة الأساسية خاصة في ظل غياب الثنائي بن سبعيني (معاقب) و بن ناصر (مصاب)، لعل أبرزها إجلاس قائد رياض محرز عقب الانتقادات التي طالت مردوده في الجولتين الأوليين، مع إقحام لاعب نادي روما الإيطالي حسام عوار، والشاب محمد أمين عمورة.
أول فرصة صريحة في هذا اللقاء كانت لفائدة “الخضر” من كرة ثابتة على الجهة اليمنى، حينما نفذ آدم وناس مخالفة مباشرة ببراعة، وحارس المرمى الموريتاني بابكر نياص يصدها.
ردة فعل منتخب “المرابطون” لم تتأخر كثيرا حينما انطلق لاعبوه في عمل جماعي وفتحة من اليمين (د 14)، الجزائري عطال في وضعية مدافع محوري يخطأ ثم يتدارك لإبعاد الخطر بصعوبة.
ومع مرور دقائق الشوط الأول الذي تميز بوتيرة متوسطة، واصل الرواق الأيمن للفريق الوطني الجزائري في صنع الفرص الخطيرة، فإثر لعبة جماعية بدأها بوداوي ممرا لزميله وناس، هذا الأخير يمنح كرة جميلة لعوار داخل منطقة العمليات الذي يقوم بتسديدة أرضية لامست الجهة الخارجية للقائم الأيسر وخرجت لست أمتار، حيث كان “الأفناك” أقرب من أكثر وقت مضى لافتتاح بوابة التهديف.
و بعدها مارس الفريق الموريتاني ضغطا عاليا على الفريق الوطني، حيث استغل تضييع عطال لكرة في دفاع الخصم وينطلق هجوم الخصم في هجمة مرتدة وتوغل المهاجم الموريتاني وصوب نحو المرمى، لكن ماندريا يخرجها للركنية (د 36).
تنفيذ هذه الضربة الركنية لصالح موريتانيا أتى بالجديد على مستوى النتيجة، بعدما ارتدت الكرة، تصويبة في محور الدفاع تصطدم بالمدافع توقاي الذي مررها بالخطأ لقائد التشكيلة الموريتانية محمد دلاهي، يباغت الحارس ماندريا ويسجل الهدف الأول في اللقاء لفريقه (د 37).
هذا الهدف أثر معنويا على العناصر الوطنية التي سيطرت على أغلب مجريات اللعب في الشوط الأول لا سيما بفضل مهاجم نادي ليل الفرنسي، آدم وناس، لكن دون فعالية، ما أدى لنهاية المرحلة الأولى بتفوق موريتانيا أمام الجزائر (0-1).
وبالنظر إلى هذه النتيجة المفاجأة للمنتخب الوطني الجزائري، دخل رفاق الهداف بغداد بونجاح المرحة الثانية بنوايا هجومية من أجل العودة سريعا في النتيجة خاصة مع إقحام المدرب الوطني للقائد رياض محرز مكان حسام عوار.
وقام نجم نادي الأهلي السعودي عند الدقيقة 60 بتنفيذ مخالفة من اليمين فوق الرؤوس، بوداوي يرتقي ويوجه ضربة رأسية صدها الحارس الموريتاني ببراعة.
بعدها أجرى الطاقم الفني الوطني جملة من التغييرات لتحريك القاطرة الأمامية وهز شباك موريتانيا، من خلال إدخال أصحاب الخبرة يوسف بلايلي، نبيل بن طالب والهداف التاريخي للمنتخب الجزائري إسلام سليماني.
هذه التغييرات سمحت بتواصل الضغط الجزائري على دفاع الخصم، ففي هجمة سريعة بلايلي يقرر التسديد عوض التمرير لبونجاح الذي كان متحررا، وقذفته ردها الدفاع بعد خروج حارس المرمى.
عجز العناصر الوطنية في تجسيد الفرص التي صنعوها أدخلهم في حالة من الشك والارتباك وهو ما ظهر جليا على أداء الفريق خاصة من الناحية الدفاعية، ففي الدقيقة 84، البديل انبوبا، يضيع الهدف القاتل للفريق الموريتاني عندما نفرد بالحارس الجزائري إثر ضربة ركينة اكن كرته صعدت لتصطدم بالعارضة الأفقية، مهدرا هدفا حقيقيا.
آخر فرصة سانحة صنعها “الأفناك” كانت عند الدقيقة 90+6 بما أن الحكم احتسب 11 دقيقة كاملة كوقت بدل ضائع، الحارس الموريتاني يصد على مرتين أمام ماندي و بونجاح تواليا.
و انتهي اللقاء بخسارة مرة للمنتخب الجزائري أمام موريتانيا (1-0) و بإقصاء مخيب إثر الخروج من الدور الأول عقب تعادلين وهزيمة أمام موريتانيا، ليتعرض “الخضر” للإقصاء الثاني تواليا من كأس أمم إفريقيا، عقب الخروج من دورة الكاميرون-2022 بخسارتين وتعادل آنذاك، وتحت قيادة نفس الطاقم الفني.
بالمقابل أحرز المنتخب الموريتاني فوزا تاريخيا باعتباره الأول من نوعه لفريق “المرابطون” في نهائيات كأس أمم إفريقيا بعد ثلاث مشاركات، ناهيك عن تأهل تاريخي مع أحسن المراتب الثلاث.
و في ختام مباريات الدور الأول للمجموعة الرابعة، تنهي أنغولا الدور الاول في الصدارة برصيد 7 نقاط، متبوعة ببوركينافاسو (4 نقاط)، ليرسمان بذلك تأهلهما إلى الدور ثمن النهائي.
و معلوم أن صاحبي المركزين الأولين يتأهلان إلى الدور ثمن النهائي عن كل مجموعة, رفقة أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث في مجموعاتها من ضمن المجموعات الست لهذه النسخة من كأس أمم إفريقيا (كان-2023).
