رياضة

قبل مباراة اليوم: ماذا تعرف عن فريق شيريف تيراسبول المولدافي؟

الصغير الذي يزاحم الكبار بأهداف سياسية وصراع الإقليم

ستتجه الأنظار اليوم لقمة ريال مدريد ضد إنتر ميلانو، لكن في حساب نفس المجموعة سيكون لقاء بين شاختار دونيتسك الأوكراني، المتعود على لعب هذه المسابقة، وفريق شيريف تيراسبول المولدافي، فماذا تعرف عن هذا انادي الصغير والضيف الجديد على أمجد الكؤوس الأوروبية؟

يمثل فريق شريف تيراسبول دولة انفصالية أو إقليم انفصالي موالية لروسيا، ترانسنيستريا، وهو دولة صغيرة جدا أو إقليم يبلغ عدد سكانه 470 ألف ساكن، عاصمته تيراسبول التي تعتبر أكبر ثاني مدن دولة مولدافيا، إحدى الدول التي نشأت عام 1991 بعد تفكك الاتحاد السوفياتي.

ترانسنيستريا تابعة لشرق مولدافيا، لهذا فريق عاصمة الإقليم، تيراسبول، التي يقطنها 100 ألف ساكن، يلعب في الدوري المولدافي الذي فاز بلقبه 19 مرة في اخر 21 طبعة.

حين تكون الرياضة وسيلة لممارسة السياسة

كانت كرة القدم في عديد المناسبات أكثر من مجرد رياضة، فبسببها اندلعت حروب وبسببها أخمدت حروب أهلية، الحرب الاهلية في كوت ديفوار في 2005 مثلا، وكثيرا ما ارتبطت بالسياسة خصوصا في الأقاليم الانفصالية، نفس ما يحدث مع فريق تيراسبول، فالعداوة بين مولدافيا و “ترانسنيستريا” كبير.  لهذا يوضح ” يوري فيرنيدوب” المدرب الأوكراني لفريق شيريف او فريق الشرطة قائلا: “يقول الناس إنّ الرياضة ليست سياسة وبعيدة عنها لكن في الواقع الرياضة هي سياسة”.

ويشعر أنصار تيراسبول بالسعادة لأن بلدتهم الصغيرة، بمساحة 4100 كيلومتر مربع، حاضرة في أكبر المسابقات القارية وسيواجه لاعبوها نجوما بارزين في صورة بن زيمة ولاوتارو مارتينيز، ما سيعرف الناس ببلدهم وقضيته السياسية.

“سيكتشف المزيد والمزيد من الناس أن هذا البلد غير المعترف به موجود”، يقول “إيغور تروتشينسكي”، البالغ من العمر 61 عاما وأحد أكبر مشجعي فريق شريف منذ تأسيسه في عام 1997.

على الجانب الآخر من نهر “دنيستر”، النهر الذي يفصل الإقليم عن بقية مولدوفا، الحماس أقل بكثير. يؤكد الصحفي الرياضي “كريستيان جاردان”: “لا أرى أي سبب للفرح والسعادة”، ويتابع قائلا: “يمثل هذا الفريق جيبا انفصاليا يمول نفسه من خلال الفساد والاتجار والاقتصاد المشبوه، مما يتسبب بشكل مباشر في إلحاق الضرر بالميزانية ومصالح جمهورية مولدوفا”.  

الشريف صانع الملوك…تكتل اقتصادي ورياضي

ينتمي الفريق إلى تكتل الشريف، الذي تضم امبراطوريته محلات السوبر ماركت ومحطات الوقود وشبكة الهاتف المحمول ومزرعة سمك الحفش ومصنع تقطير الكونياك المحلي. أسسه اثنان من قدامى المحاربين في الشرطة، بما فيه الرئيس الحالي للنادي “فيكتور جوشان”، الشركة الأم لشريف تيراسبول تسيطر على جزء كبير من اقتصاد ترانسنيستريا، صانعة الملوك هنالك على المستوى السياسي.

أقامت المجموعة للنادي مركبا رياضيّا بقيمة 200 مليون دولار، به ملعبان، بسعة 13 ألفا وتسعة الاف مقعد على التوالي، قاعة رياضية و16 ملعبًا للتدريبات.

شريف تيراسبول، الذي كان يعرف الدوري الأوروبي، لا يزال قزما رياضيا، بتعداد متواضع تقدر قيمته السّوقية بـ 11.8 مليون أورو، وفقا لموقع “ترانسفيرماركت” المتخصص، تعداد يقارن بـ 783.5 مليون أورو بالنسبة لقيمة تعداد الريال أو حتى 183.8 مليون أورو بالنسبة لتعداد شاختار، منافس شريف هذه السهرة.

ولم تضم التشكيلة الأساسية لشريف التي لعبت في مباراة الدوري، الأحد الماضي، أيّ لاعب مولدافي، تشكيلة ضمت لاعبين برازيليين، يونانيين، كولومبيين وحتى من لوكسمبورغ.

“البيرنابيو” و”سان سيرو”…حلم وقصة خيالية

على أيّة حال، بالنسبة للمدرب، فالمغامرة في رابطة أبطال أوروبا هي جزء من “قصة خيالية”، شببها بوضع الإبهام الصغير وسط انياب الوحوش المفترسة والدخول إلى أوكارها المخيفة: ملعبا “بيرنابيو” و”سان سيرو” هي مغارات وحوش مفترسة أمام الطفل بوسي كما قال المدرب.

يعترف مدرب الفريق “يوري فيرنيدوب” قائلا: “لم أكن أتوقع هذا تمام، أقولها بصراحة، لكني حلمت بالأمر وبالتواجد في أكبر مسابقة أوروبية واللعب امام عمالقة القارة العجوز”.

أمّا بالنسبة للمشجع إيغور تروتشينسكي، فإن نتيجة المباريات لا تهم، المهم تواجد الفريق في هذه المسابقة، “كنا نعمل منذ 20 عامان حتى وصلنا لهذه المحطة، ربما في غضون عشر سنوات، سنتمكن من تجاوز دور المجموعات”.

الإنجاز الكروي قد ينهي العداوة ويوحد الإقليم والبلد

على المستوى السياسي، يأمل المدرب الأوكراني، في أن تكون مغامرة “شيريف تيراسبول” عاملا مهما لتنمية وزيادة الاخوة بين أبناء مولدافيا وبين سكان الإقليم الانفصالي وكل الشعب المولدافي. ويقول: “من يدري ربما ستوحد مولدوفا وترانسنيستريا”.

ورغم العداوة إلا أن اتحاد مولدافيا لكرة القدم عبر عن فرحته وسعادته بالإنجاز، بعد تجاوز الفريق الأدوار التمهيدية: “الشريف…المذهل الأوروبي”.

بواسطة
المعتز بالله
المصدر
الوكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى